أبحاث عن العلاج التحفيزي بتحفيز العصب العاشر (taVNS) والتوحد:
تشير العديد من الدراسات، بما في ذلك واحدة نُشرت في عام 2020 في مجلة "Frontiers in Neuroscience"، إلى أن تحفيز العصب المبهم عبر صيوان الأذن (taVNS) يمكن أن يقدم تأثيرات علاجية مماثلة لتلك الناتجة عن التحفيز الجراحي للعصب المبهم (VNS)، وهي طريقة علاجية معتمدة منذ عام ١٩٩٤ في أوروبا وعام ١٩٩٧ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لحالات الاكتئاب والصرع المستعصي المقاوم للعلاج الدوائي. إضغط هنا
نشرت مجلة “Frontiers in Neuroscience” في عام ٢٠١٦ مقالا علميا بعنوان: “تحفيز العصب المبهم عبر الجلد: طريقة واعدة لعلاج اضطرابات طيف التوحد” .إضغط هنا
وذكرت فيه الأدلة الداعمة لتطبيق العلاج بتحفيز العصب المبهم عبر الجلد (taVNS) كعلاج لاضطراب طيف التوحد (ASD) والتي يمكن تلخيصها في أربع نقاط:
1- ضعف مهارات التواصل الاجتماعي والعاطفي والسلوك المتكرر هما من الأعراض الأساسية في اضطراب طيف التوحد منذ الطفولة المبكرة وحتى البلوغ:
- حيث يعتبر العصب المبهم عنصر رئيسي في تنظيم الجهاز العصبي اللاإرادي، كما انه يتداخل ويتفاعل مع المناطق العصبية الاخرى المسؤولة عن تنظيم الوظائف الاجتماعية والعاطفية، والسلوك التكيفي.
وفيما يلي نستعرض نتائج لدراسات نُشرت في عدة مجلات علمية منذ عام ٢٠٠٠ م والتي تذكر فوائد تحفيز العصب المبهم جراحيا (VNS) لعلاج الصرع المستعصي في تعديل سلوك اطفال مصابين بالتوحد:
أ- عام ٢٠٠٠ في مجلة “Pediatric Neurology”
أدى العلاج بالتحفيز الى تحسن مذهل في الاعراض السلوكية لدى الأطفال المصابين بالتوحد (٦ مصابين بالصرع ٤ منهم تشخيص توحد).إضغط هنا
ب- عام ٢٠١٠ في مجلة “Journal of Neurosurgery”
أدى العلاج بالتحفيز الى تحسن ملحوظ في المزاج وجودة الحياة لدى ٧٧ طفل مصاب بالتوحد .إضغط هنا
ج- في عام ٢٠١٥ مجلة “Child’s Nervous System”
أدى العلاج بالتحفيز الى تحسنا طفيفا في السلوك وتحكما مؤقتا في نوبات الصرع لدى طفل يبلغ من العمر ١٠ سنوات يعاني من التوحد والصرع.إضغط هنا
د- عام ٢٠٢٠ مجلة "Frontiers in Pediatrics”
أدى العلاج بالتحفيز لدى ١٠ أطفال مصابين بالصرع المستعصي إضافة الى التوحد الى تقليل السلوكيات التوحدية خاصة في اللغة والتواصل الاجتماعي والاعتماد على الذات.إضغط هنا
جدير بالذكر أن جميع الدراسات السابقة اشارت الى ان التحسن في اعراض التوحد لم تكن مرتبطة بالسيطرة على نوبات الصرع سواء تحسن الصرع ايجابيا ام سلبيا.
2- الاضطراب الاجتماعي والسلوك المتكرر في اضطراب طيف التوحد:
أ- أشارت دراسة في مجلة “Brain” نشرت عام ٢٠١٥ إلى أن هذه الاضطرابات يمكن أن تكون نتيجة للروابط غير الطبيعية بين الفص الجبهي، الفص الصدغي، والفص الجداري، والبنية تحت القشرية (الثالاموس، اللوزة الدماغية، والحُصين)إضغط هنا
ب- في عام ٢٠٠٧ نشرت مجلة “Journal of neural transmission” نتائج بحث لتحفيز العصب المبهم عن طريق الأذن (taVNS) لدراسة تأثيره على أنشطة الدماغ وعلى المزاج، حيث أجري البحث على ٢٢ متطوع وتم قياس أثر العلاج التحفيزي بطريقتين:
1-تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي: ادى العلاج بتحفيز العصب المبهم الى تعديل في انماط نشاط الدماغ تسببت بتحسن كبير في الشعور بالسعادة “التقييم النفسي” وهذا التغير في نشاط الدماغ الناتج عن العلاج التحفيزي يشبه التغييرات التي تمت ملاحظتها اثناء تحفيز العصب المبهم جراحيا.
2-التقييم النفسي: ادى العلاج بتحفيز العصب المبهم الى تحسن كبير في الشعور بالسعادة.
إضغط هنا
ج-⁃ في عام ٢٠١٧ نشرت مجلة "Frontiers in Neuroscience"دراسة تؤكد أن هناك أدلة متزايدة على أن تحفيز العصب المبهم يحفز مناطق في الدماغ مرتبطة باضطراب طيف التوحد ويؤدي الى تلطيف وتعديل في المناعة العصبية، بالإضافة الى دوره المحتمل في تنظيم الحالة المزاجية ومشاكل الجهاز الهضمي.
إضغط هنا
3-اضطراب الوظائف المناعية في اضطراب طيف التوحد
أ- نشرت مجلة “Journal of the international Neuromodulation Society” في عام ٢٠١٦ بحثا يشير إلى أن تحفيز العصب المبهم قد يقلل من إطلاق السيتوكينات الالتهابية.
إضغط هنا
4-يمكن لتحفيز العصب المبهم عبر الجلد (taVNS) علاج الأمراض المشتركة مع اضطراب طيف التوحد، مثل الصرع والاكتئاب
أ-في عام ٢٠٠٣ نشرت مجلة “Epilepsy and behavior” بحثا عن تأثير العلاج بتحفيز العصب العاشر على الصرع المستعصي عند الاطفال المصابين بالتوحد أو متلازمة لاندو كليفنر. حيث أظهرت النتائج انخفاض نوبات الصرع عند أكثر من نصف الاطفال المصابين بالتوحد بالإضافة الى تحسن في جميع جوانب جودة الحياة التي تم متابعتها عند أكثر من ثلاثة ارباع الاطفال المصابين بالتوحد.
إضغط هنا
ب-في عام ٢٠١٦ نشرت مجلة “Biological psychiatry” بحثا عن تأثير العلاج بواسطة تحفيز العصب المبهم “taVNS” في تعديل واعادة النشاط الدماغي الى الوضع الافتراضي في حالات الاكتئاب الشديد. حيث اثبتت النتائج انخفاض كبير ليس فقط في مؤشرات الاكتئاب، بل كذلك في مؤشرات القلق من خلال الفحص السريري والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.
إضغط هنا
ج-في عام ٢٠١٦ نشرت مجلة “Journal Of Affective disorders” بحثا بعنوان تأثير العلاج التحفيزي عبر العصب المبهم “taVNS” على اضطراب الاكتئاب الشديد. حيث اظهرت النتائج انخفاضا كبيرا في اعراض الاكتئاب بعد العلاج التحفيزي.
إضغط هنا
د- يتضح من الدراسات السابقة أن المسببات المرضية لاضطراب طيف التوحد، الصرع، والاكتئاب قد تتداخل، وقد يكون للعلاج التحفيزي (taVNS) تأثير علاجي على المسارات المشتركه لهذه الاضطرابات الثلاثة.
وأخيرا في عام 2022 نشرت مجلة "Frontiers in Endocrinology” بحثا بعنوان “التطبيقات العلاجية لتحفيز العصب المبهم الأذني عبر الجلد “taVNS” أو “العلاج التحفيزي” مع إمكانية تطبيقها في اضطرابات النمو العصبي او اضطرابات الاطفال الاخرى.
حيث يشير إلى أن العلاج بتحفيز العصب العاشر (taVNS) يمكن أن يكون له فوائد متعددة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) وتحسين العديد من الوظائف المعرفية والسلوكية.
إضغط هنا
وبناء على الأدلة المذكورة اعلاه فإن ادراج العلاج بتحفيز العصب المبهم “taVNS” او “العلاج التحفيزي” كخيار علاجي لعلاج اضطرابات طيف التوحد يعتبر طريقة علاجية واعدة وآمنه وفعالة من حيث التكلفة.